نهاية بداية و بداية نهاية :-
ربما تكون الحياة مجرد أحداث بلا بداية أو حتى نهاية فنحن لا نعرف دائماً متى البداية بالتحديد وإنما نخمن.. ولسنا متأكدين أن انتهاء الحدث ينهيه فقد يستكمل فيما بعد أو لا يُمحى آثره ، تذكر لكل شيىء معنى و كل شيىء قد يرتبط بأى شيىء لكن من يُدرِك او يَعقل؟

عندما تدرك عقولنا علاقة الأحداث ببعضها ، نقول صدفة و عندما لا نلاحظ ،لا نشعر ..لا نفكر ..فلا نفهم!
لكل حدث حكمة و إن لم ندركها فهذا لا يمنع وجودها ، إيمانك بأى شيىء يقودك إليه و إذا وصلت إليه سيمنحك القوة للوصول لما بعده ..

الجمعة، فبراير 20، 2009

كتلة غير محددة المعالم !


ظل يرمق الملعقة أمامه .. يلعب ببقايا الطعام القليلة المتناثرة فى الطبق ..

و لفت نظره و هو يلعب هكذا شارد الذهن .. تكوينة غريبة من حبات الأرز ..

كانت ذات شكل غريب .. غير مألوف .. لم يكن ليلاحظه أحد !

لكن بالطبع .. هو ليس أى أحد .. كما أن تفكيره ليس أى تفكير ..

و فى هذه اللحظة بالذات كان فى حالة لا يمكن وصفها بكلمات !

أبتعد بنظره عن الملعقة التى كان يرمقها ..ووجه تركيزه للكتلة الهلامية غريبة الشكل التى قد لمسها بطرف الملعقة ..

ظل يحدق بها .. لم يكن يفكر فى شيىء معين .. بل تدافقت الأفكار و الذكريات بشكل عشوائى يصعب لمسه أو تحديده !

و تلقائياً ترك الملعقه من يده (التى كانت بدايته فى عالم التوهان)..
و من ينظر إليه الآن يمكن أن يقول بصدق .. "إنه يحدق فى بقايا الأرز " !

.. لكنه فعليأ لم يكن مع الملعقة .. أو مع الأرز ..أو حتى فى عالمنا هذا ..

كانت الأصوات المتداخلة من حوله متناقضة .. متشابكة .. هلامية المعالم !

تماماً كتفكيره .. لكنها فى ذات الوقت كانت تمثل خلفية موسيقية ..

فها هو صوت النجار و هو يصرخ فى صبيه موبخاً إياه حتى يعمل بكفاءة أكثر ..

هذه هى الجارة .. صوتها يدوى فى الأفاق و هى تبتاع الخضروات من البلكونة !

تفاصل فى السعر محاولة أن تخفف من خداع البائع لها !

و لكن هيهات .. فالقانون السائد فى البلاد هذه الأيام "ليه ما أسرقش طالما ممكن أسرق " أو "ليه ما أغليش ع الناس طالما

غصب عنهم حيشتروا و يسمعوا الكلام " ..!!!

و يأتى الدور الأكبر فى السيمفونية الشوارعية الكبرى ..

الواد "على " بينادى على الواد " فتحى " و كله فخر بصوته الجهورى ..

أيوه ما هو كبر و بقى فى الأعدادية يا ناس !

و أصعب ما فى السيمفونية من ألحان بلديه .. لحن الواد "بؤلظ" اللى كان بيحاول يقلد "المطرب حموده "
بتاع محل الكشرى سابقاً ....

المحل؟! "أعنى الكشك" الذى كان على ناصية الشارع هنا تمام ..!

و بصوته المسرسع .. يحاول تقليد صوت حموده ال " ..... " فتكون المحصله بيساوى " ..... + ....." .

كل هذه الأصوات خارج المنزل .. يتردد صداها أو آثرها داخله ..

لكن لحن المنزل ليس كاللحن الخارجى ؟!

فله مذاق خاص .. الأم تدور فى البيت .. تلقى بأوامرها هنا و هناك فى حاولة يائسة للحفاظ على ما تبقى من نظام البيت سليماً !

يأتى حينئذ دور الأبناء .. أبناء صغار يعلبون فى طرقات المنزل الضيقة .. يعلو صخبهم حتى يكاد يصم الآذان ..

و يأتى دور الكبار فى البيت .. يسألون القادمين عما فعلوه فى يومهم الطويل الشاق .. هل سار على ما يرام ..

هل وفقوا فى طريقهم ؟؟ أم واجهتهم العقبات ؟؟..

و أى عقبات و مشاكل قد واجهوها فى يومهم ..؟؟؟

و بالطبع رد فعل من أثنين قد يحدثان ..

1: إما ان يكون القادمين من الباب منهكين لدرجة انهم لا يشعرون بموضع أقدامهم ..

و حينئذ تكون خيبة أمل الكبار فى المنزل !

و قد يغضبون قليلاً أو كثيراً بعدم أهتمام الجيل الصاعد بمناقشة مشكالهم اليومية مع من يفوقونهم خبره عملية بالتأكيد ...

و الحقيقة قد لا يمت هذا بصلة للواقع فربما يكون القادمين منهمكين لدرجة عدم أستطاعتهم على اللحديث ... فكل مدى يشعر المرء

أنه ليس كما كان سابقاً .. و أن أقل مجهود يبذله يسبب له الالآم مماثلة للمجهود المضاعف .. !

بتعبير بلدى شوية " هو الجيل ده ماله هش كده ؟!"

و قد يكون الكبار عندهم حق .. فبعض الأشخاص لا يفضلون مناقشة أمورهم مع من هم أكبر سناً .. و يفضلون أقرانهم !!!

و هذا هو رد الفعل الأول المحتمل ..

2: أما رد الفعل التانى المحتمل هو أن يناقش" القادمون من الباب " -قبل حتى أم يبدولوا ملابسهم -
يناقشوا مشاكلهم و ما قد واجهوه من عقبات و يعبروا عن مشاعرهم الغاضبة المحتجه اليائسة !

و أما ان يجد الأهل ذو الخبره حلول للمشاكل .. أو - و هذا هو الغالب فى أعتقادى الشخصى - شعورهم بضيق و حزن على

أبناءهم الذين يتعثرون فى بداية مشوراهم فى الحياة هكذا .. دون أيجاد حلول للمشاكل .. لأنها بكل بساطة بسيطه لدرجه لا

يمكن معها حلها أو معقده جداً ايضاً فيصعب حلها جداً !

كل هذا يدور حول الفتى الجالس على الكرسى .. بعد ان تناول غذائه .. و يرمق كتلة الأرز الهلامية بنظرات خاوية !

هذه الموسيقى جعلته يدخل فى عالم من أساطير النفس .. مع تركيبة كتلة الأرز .. كونوا خليط عجيب داخل جمجمته ..

لنحاول رؤية الوضع من خلال عينيى هذا الفتى ؟

داخل الكتلة الهلامية من بقايا الارز يوجد تجويف صغير يعبر من خلاله الضوء !

و هنا نتوقف ..

فتحه داخل جسم هلامى المعالم .. بل انها أيضاً تنفذ الضوء !!

فتحه تعنى مخرج .. جسم هلامى كأحلامنا الغير منظمة ..كحياتنا الغير مرتبة ..ينفذ منها الضوء ..

هل من الممكن أن هناك أمل يعبرها ؟؟؟

هذا تفكير تفاؤلى مما لا شك فيه ..

نفس الفتحه .. نفس الشخص الذى يفكر .. نفس ملابسات الحادث !

يطل بنظره من الثقب .. يتخيله أوسع و أوسع .. هذا الفتى لم يعد معنا فى عالمنا بالتاكيد ..

فقد وجد نفسه فجأة بين الجبال .. و هناك فتحة فى الجبل .. تبدو كالكهف لكن يبدوا أن له نهاية لفتحة أخرى و إلا ما كانت

الفتحة الأولى لتكون مضيئة!

و قرر ان يدخل هذا الكهف و يصل الى الفتحه الأخرى ..

يدخل الكهف .. يرى على الجدران نقوش مألوفة .. أليست هذا النقوش تشبه تلك التى رأها على الكراسة الخاصه بأخيه الصغير ؟

و التى بدورها تشبه كراسته هو أيضاً عندما كان فى مثل سنه ..؟

و إلى لقاء أخر فى الحلقة القادمة بأذن الله ..
إن كان فى العمر بقية ..



4 (YOUR - COMMENTS) عبر عن رأيك:

Nigm يقول...

بدايةً
رائعة الاضافات اللي اتعملت للبلوج
جعلت منها اكثر رونقا و تميزا

ثانيا
أرفع لحضرتك القبعة عن جد

احداث متسلسلة متعاقبة
+
تفاصيل سردية
+
افكار تفاؤلية
+
كل هذا هو محض حلقة اولي

اذن شكل الموضوع كبيير و الرد حأخره لنهاية القصة :)

Gooooooooooooo On
>>>>>

ألكساندرا يقول...

Nigm يقول...

بدايةً
رائعة الاضافات اللي اتعملت للبلوج
جعلت منها اكثر رونقا و تميزا

شكراً لك و الحمد لله انها عجبتكم ..
بس لغايه دلوقتى ما وصلتش للى انا عايزاه برده :)
ثانيا
أرفع لحضرتك القبعة عن جد

احداث متسلسلة متعاقبة
+
تفاصيل سردية
+
افكار تفاؤلية
+
كل هذا هو محض حلقة اولي

اذن شكل الموضوع كبيير و الرد حأخره لنهاية القصة :)


هو فعلاً الموضوع كبير
الكلمة ده خلتنى أفتكرت أشرف عبد الباقى و هو بيقول ..
الموضوع كبير كبير كبير :::

بس ليه حتأجل الرد لنهاية الحلقات بس :(
اصل ما تضمنش انها تمشى فى نفس السياق ..
مش كنا لسه بنقول الموضوع كبير :)
نورت يا دكتور و حضرتك عارف ممكن تعلق تانى فى أى وقت إن أردت ..

Gooooooooooooo On
>>>>>
thanks
:)

sunrise يقول...

hallucination >>
this hallucination made us change our world even if it was 4 aminute

nice post alex

ألكساندرا يقول...

hallucination >>
this hallucination made us change our world even if it was 4 aminute

nice post alex

أهلاً صن رايز :)
هى الحقيقه مش هلوسه بالضبط ..
الموضوع كبير و ممتد :)
لكن الجمله بتاعتك ده موافقاكى فيها ممكن فعلاً لحظات ما تغير حاجات كتير اوى !
الحمد لله انه عجبك كنت فاكره انه ما عجبش حد!
شكراً لمرورك :)

إرسال تعليق

i swear to say the truth ...nothing but truth !

المرء يخطأ و يندم و يتذكر فيتألم و لكن إذا أدرك ان ما يفعله خطأ و برره لهدف فى نفسه حتى و لو كان الهدف نبيل فهو ينافق نفسه .. لانه يعرف انه يفعل الخطأ رغم كل شيىء و كما يقولون من يعرف الخطأ و يفعلة فهو إنسان ميت .. لذا لا بأس ان تخطىء و تدرك خطأك لكن الحماقة ان تكرر الخطأ و لكن إذا أخطأت و كررت الخطأ فارجوك من فضلك لا تفعل الخطأ و انت تعرف انه خطأ !